Ayoub News

خاص أيوب


إيجابية سعودية لحل عقدة الفراغ الرئاسي اللبناني

الاثنين 8 أيار 2023 - 13:41

كتب (د. حبيب البدوي*)

الرئاسة اللبنانية الشاغرة، والفشل في انتخاب رئيس توافقي أدى إلى فراغ سياسي قاتل في البلاد، وبالتالي أدى هذا الفراغ إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، الذي يواجه تضخما مفرطا وفقرا واسع النطاق ونقصا في السلع الأساسية، سببه المباشر إضعاف المؤسسات السياسية في البلاد وتقويض سيادتها.

الواقع يشير إلى هناك مشكلة مصيرية مع عدم وجود رئيس للبلاد، بخاصة مع فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس منذ مدة بسبب الخلافات السياسية والصراعات على السلطة. ومن هنا، فإن الموقف الإيجابي الأخير الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بشأن الانتخابات الرئاسية في لبنان أعطى بصيص أمل في حل الأزمة المستمرة.

فقد أعلن مؤخراً سعادة سفير المملكة العربية السعودية وليد بن عبد الله بخاري أن بلاده ستدعم أي مرشح للرئاسة يتمتع بثقة وموافقة الشعب اللبناني عبر ممثليه في مجلس النواب. كان هذا البيان بمثابة تحول كبير في موقف الرياض من الأزمة السياسية اللبنانية، والذي يتسم بالحياد بين جميع أطياف الساحة اللبنانية.

تجاوب مع هذا إعلان السعودية اتجاهات سياسية لبنانية متعددة، وتميز خاصة ارتياح رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري لهذا الموقف العربي، وهو الذي يشتهر بدوره كوسيط بين الفصائل السياسية المتعددة في البلاد، حيث اعتبر أن الموقف السعودي الإيجابي نقطة تحول يمكن أن تكسر الجمود في الانتخابات الرئاسية.والرئيس بري معروف بجهوده للتوسط بين الأحزاب السياسية المختلفة في البلاد ويمنحه الموقف السعودي الإيجابي زخما جديدا لمواصلة جهوده.

إن إعلان السفير السعودي أنه سيبقى على الحياد خلال الانتخابات الرئاسية خطوة مهمة نحو حل الأزمة، حسب وجهات نظر في الأوساط الشيعية، فالمملكة تعتبر لاعبا رئيسيا في المنطقة، وها هي تربط علاقات الود مع إيران، وهي غالبا ما استخدمت نفوذها لتشكيل المشهد السياسي لجيرانها، ودورها في حل الأزمة اللبنانية محوري في ظل عدم وجود إجماع واضح على الانتخابات الرئاسية.

إن الموقف السعودي الإيجابي من الانتخابات الرئاسية علامة على تحول محتمل في ميزان القوى الإقليمي. كما أن التقارب الأخير بين الرياض وطهران، بوساطة بكين، أثار الآمال العريضة في التوصل إلى حل سلمي للصراعات في المنطقة، على خط طهران – بغداد – دمشق – بيروت.

كما أثار الموقف الإقليمي الإيجابي من الانتخابات الرئاسية الآمال في استئناف الاتصالات واللقاءات بين مختلف الفصائل السياسية في لبنان.  فلتحقيق توافق سياسي، يحاول الوسطاء بغطاء فرنسي الالتفاف حول الزوايا واستخدام جميع الخيارات التصالحية، فالهدف الأممي يخول الفرقاء عقد جلسة لمجلس النواب بروح من الإجماع الديمقراطي وليس المواجهة.

من هنا، يمكن أن تكون عملية التوصل إلى إغلاق الملف الرئاسي صعبة حالياً، لكن الموقف السعودي الإيجابي قدم بصيصا من الأمل للبنان. فمن خلال العمل معا والتعاون نحو هدف مشترك، قد تتجاوز البلاد انقساماتها السياسية وتجد طريقا نحو الاستقرار والازدهار. والأمر متروك للقادة السياسيين والشعب اللبناني لاغتنام هذه الفرصة والعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقا. ومن المتوقع الآن أن تستأنف الاتصالات والاجتماعات محلياً مع مختلف الأطراف السياسية في محاولة للتوصل إلى تناغم الآراء بشأن مرشح رئاسي توافقي، يحظى برضى ودعم من خمس دول معنية بالوضع اللبناني، بما في ذلك الولايات المتحدة، وبالتالي قد يؤدي هذا الجو الإيجابي إلى انتخاب رئيس للجمهوريةـ، أملاً ببدء خطوات حل الأزمة الاقتصادية والمالية المستمرة في لبنان.

 

*خبير في العلاقات الدولية



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



البحث عن «دو كليرك»

سمير عطا الله

السعودية دولة أفعال

مشعل السديري

رأي في عقول معاصرة!

محمد الرميحي