Ayoub News

عربي ودولي


صواريخ إيران العابرة للعلاقات...

الثلاثاء 16 نيسان 2024 - 15:32

كتب (عامر أرناؤوط)

في مراجعة لتاريخ السينما وعالمها، نجد أن إيران دخلت هذا الفلك السينمائي مبكراً، في عام 1925 على يد المخرج والمخترع الأرميني – الإيراني أوفانيس أوهانيان، الذي قام بتأسيس أول مدرسة للأفلام، وأخرج أول فيلم سينمائي.

وللمصادفة، وبعد نحو مئة عام، أعاد آية الله علي خامنئي، مجد السينما الإيرانية بفيلمه الهوليودي الإيراني، الذي امتاز بحسن التنظيم، والإعداد، والإخراج الحسن، حيث جاء مثيراً في الشكل، منضبطاً في الاداء، مريحاً لكل الأطراف، عابراً للعلاقات، وفاتحاً لقنوات الحوار على مصرعيها، بين من كانوا بالأمس "الشيطان الأكبر"، والمتآمرين على الأمة، ومُصادري حرية الشعوب وحقها، في تقرير المصير، والمغتصبين، والمحتلين لأراضينا، والمنتهكين لمقدساتنا.

إيران، التي دمرت عام 1981 السفارة العراقية، "ذات السيادة"، في بيروت وقتلت فيها زوجة الشاعر الكبير نزار قباني "بلقيس"، حينها أبدع القباني في استشراف المستقبل، والرثاء، قائلاً:

سأقول في التحقيق:

إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل...

الآن ترتفع الستارة...

الآن ترتفع الستارة...

وأقول أن عفافنا عهر.... وتقوانا قذارة

واقول أن نضالنا كذب... وأن لا فرق... ما بين السياسة والدعارة

ماذا يقول الشعر يا بلقيس؟

في هذا الزمان؟

ماذا يقول الشعر؟

في العصر الشعوبي... المجوسي... الجبان

والعالم العربي مسحوق... ومقموع... ومقطوع اللسان.

حقاً.. القباني قرأ قبل 45 عاماً واقعنا الحالي.

وها هي إيران، تكذب على شعبها، وعلى نفسها، وعلى أتباعها، بحكاية المواجهة، ومحاربة المستكبرين، وهي لا تعدو آداة من أدواتهم، وبرغياً في ماكينات تسلطهم على بلادنا.

لقد أثبتت الدراما الإيرانية السينمائية، التي جرت بالأمس، عبر إطلاق الصواريخ على إسرائيل، أن إيران إنما تريد منها العبور إلى الحوار المباشر، والبناء مع الغرب- أولاً معشوقها الأبدي- ومع إسرائيل تالياً التي كانت في فترة السبعينيات من القرن الماضي، أهم حلفاء نظام إيران، التي كان يحكمها الشاه البهلوي، قبل أن يطيح به الإمام آية الله الخميني، جسداً ويبقى على مشروعه الأبرز "شرطي الخليج"، المتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، والمتحالف مع ربيبتها إسرائيل، في حكم المنطقة فيما يمكن أن يوصف بتحالف الأقليات، في حكم الأكثرية العربية والمسلمة.

طائرات إيران الورقية، وصواريخها الكرتونية، إنما تدل عن رحمتها البليغة بحق الإسرائيليين، والتي لم نرها يوماً في القصير، ودمشق، وحمص، وحماه، واللاذقية، وحلب، والعراق، كلّ العراق.

بل إنّ مسيّراتها تقصف، وبدقة، وحزم، وقسوة، كل ما تراه حباً فينا، أما بني صهيون فالرحمة، والإتزان والحرص كل الحرص عليهم، وهذا أقل ما يفعله الحلفاء مع بعضهم.

لإيران أقول ما قال الشاعر العربي:

يا ليتها لم تزن ولم تتصدق.

ولأهلنا في غزة الصامدين نقول حسبكم الله ونعم الوكيل.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



البحث عن «دو كليرك»

سمير عطا الله

السعودية دولة أفعال

مشعل السديري

رأي في عقول معاصرة!

محمد الرميحي