Ayoub News

خاص أيوب


موقف البيارتة من الثورة على السلطان عبد الحميد



السبت 20 أيار 2023 - 23:02

كتب (هشام عليوان)

انعقدت الحلقة الثالثة من سلسلة قراءة في كتاب عن تراث بيروت وتاريخها، التي تنظمها جمعية تراثنا بيروت، في آخر خميس من كل شهر، بالتعاون مع جمعيّة السبيل، التي تدير المكتبات العامّة لبلدية بيروت، يوم الخميس الماضي، في مكتبة مونو بوسط بيروت، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين بتاريخ العاصمة، وفي طليعتهم المؤرخ الدكتور عصام شبارو. كانت المناسبة ذات شجون، فصاحب الكتاب هو الدكتور باسم فليفل، والكتاب هو عبارة عن رسالة ماجستير عنوانها: "موقف البيارتة من الثورة ضدّ السلطان عبد الحميد الثاني 1908-1909". نوقشت الرسالة عام 2015 في جامعة بيروت العربية، وأشرف عليها المؤرخ حسان حلاق الذي فارقنا قبل أيام قليلة، وطُبعت الرسالة في دار نلسن عام 2018.

تولى تقديم جلسة القراءة أحد مؤسسي الجمعية كريم قليلات، معرّفاً بالمؤلف، ومستعرضاً معه الفصول الثلاثة. ابتدأ الدكتور فليفل كلامه بالحديث عن أستاذه الدكتور حسان حلاق. هو خريج كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية، لكن شغفه بالتاريخ وإعجابه بأعمال الدكتور حلاق، حفزاه على الانتقال إلى الدراسات العليا في اختصاص التاريخ. واختيار عنوان رسالة الماجستير بالتوافق مع المشرف، له علاقة مباشرة باهتمام الدكتور حلاق بالتاريخ العثماني في بيروت. وبعد أن استعرض فليفل أعمال الدكتور حلاق وما صرفه من أوقات طويلة في استخراج الوثائق المكنوزة في بلدية بيروت وسجلات المحكمة الشرعية في بيروت، تناول ظروف العمل على الماجستير مستفيداً من عمله في مكتبة نعمة يافث التذكارية في الجامعة الأميركية، من أجل الاطلاع على ما كتبته الصحف الصادرة في حقبة الانقلاب على السلطان عبد الحميد، مع اعتماده على بعض المراجع المهمة للدكتور حلاق من كتب ومقالات، وهو المتخصص بالتاريخ العثماني، وكتاب "ولاية بيروت التاريخ السياسي والاقتصادي" للدكتور إلياس جريج.

وبالنسبة إلى موقف البيارتة من انقلاب جمعية الاتحاد والترقي على السلطان عبد الجميد، وهو صلب الكتاب، فقد لاحظ فليفل تقلب المواقف من السلطان قبل الانقلاب وبعده. فالتأييد الذي كان للسلطان وهو في المنصب، انقلب إلى فرح بالانقلاب عليه. ثم بعد أشهر قليلة من استلام الاتحاديين للسلطة، خاب أمل البيارتة بالتغيير إلى الأفضل، مع تفاوت بين الطوائف الإسلامية والمسيحية، مع تشابه في الموقفين الأرثوذكسي والإسلامي، بخلاف الموقف الكاثوليكي السلبي من الدولة العثمانية. وفي سياق الكلام، أقرّ الباحث وبنطرة استعادية إلى الوراء بأن الكتاب قابل للتطوير، وكلامه هذا، بمنزلة التعقيب على ملاحظات فاروق عيتاني صاحب رواية "البيروتي التائه"، قبل بدء المناقشة وأثناءها، ومفادها أن فليفل اعتمد كثيراً على كتاب جريج، وهو مرجع وليس مصدراً، كما أن اعتماده على بعض الإحصاءات والمشاهدات عن بيروت من كتاب عبد الجواد القاياتي (توفي عام 1902)"، لا يستقيم لأن القاياتي، وهو فقيه مصري فر من أرض الكنانة عام 1882 إثر فشل الثورة العُرابية، غير ضليع بأخبار بيروت، ولم يذكر فليفل قصف الطليان لبيروت عام 1912، أثناء الحملة الإيطالية على ليبيا، ومشاركة البيارتة في قتال الغزاة.

وفي الختام دعا الإعلامي زياد دندن نائب رئيس جمعية تراثنا بيروت، إلى تشكيل فريق من المؤرخين لمتابعة جهود الرواد في التأريخ لبيروت وناسها. 



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



درس السودان

طارق الحميد

سباق مع الزمن

مشعل السديري

ثروتي اللولارية

سمير عطا الله