كتبت (نجوى ناصر الدين)

كان قصدي ان اكتب مقالاً، ولكن لم يكتب هذا القلم إلا ما كتبه هذا الفكر.

رمز الحق في التاريخ والجغرافيا.

يقال: "الله لا يموت

الله حق الحق لا يموت"

رحلة مع التاريخ والجغرافيا، رحلة في الزمن.

عقول الناس ضائعة، ما هو ومن هو الضائع؟

نفوس الناس عابثة، بمن تعبث النفوس؟

قلوب الناس كئيبة، على من وماذا الكآبة؟

الناس، كل الناس، لا تسأل أحداً من البشر إلا ويلهج بالحيرة وفقدان الأمل.

الأمل! نأمل بشيء ليس موجودا بالحس معنا وحولنا.

ما هو هذا الضائع؟

لنستعرض….

ما هو الضائع؟

هل الفساد هو الضائع؟ لا أعتقد، فإنه متوفر بقوة.

هل الفوضى هي الضائع؟ أستبعد الظن فإنها عامة وفعّالة في كل مرافق الحياة.

هل الشر هو الضائع؟ بالتأكيد لا، فإنه متشبص بالعقول والقلوب.

علينا أن نبحث عن ماذا نبحث إذاً؟ إلى ماذا أطمح وما هي غايتي في الحياة!! نطمح إلى السعادة والسلام!

هل السعادة والسلام هما الضائع؟

كيف تتحقّق السعادة والسلام؟ هل العدالة هي السعادة؟ هل الحق هو السلام؟ لا أرى غير هذا المسار……..

الشر يخطفنا ويعبث بنا ويحرمنا حقنا في السعادة والسلام.

هل الضائع هما السعادة والسلام اي الحق والعدالة؟ إذا كان الحق لا يموت وهو الغاية للسعادة والسلام ، فإنّ الشر قد خطفنا منه وعنه نبحث….

القضية الفلسطينية هي ليست الغاية، بل ما ترمز إليه، وهو الحق المخطوف. إنها كما كل القضايا المُحقة. فلسطين المحتلة هي مجرد تاريخ في جغرافيا، تظهر وتختفي مع مرور الوقت والزمن، ولكن ما يبقى من الأرض هم الناس الذين وقفوا وقاوموا لبقاء الحق المخطوف من الذين استباحوا المحرمات كلها لترسيخ وتثبيت وجودهم.

إنّ ما يحدث في عقول وضمائر الناس عدة أحوال، منها الحزن والأسى العميق على الفظائع الدموية والموت والدمار، ومنها الإحساس بالذنب للشهادة على مجازر عاجزين ان نوقفها، ومنها من استساغ طعم الدم وفرغ قلبه من الرحمة….

نقف صامتين على مضض بين الألم والغضب.

نقف صامتين بين الحزن والذنب.

نقف صامتين بين العدالة والقهر. نقف مشدوهين بين الحق والتسلط…. إلى متى؟

لا أعلم ولن نعلم …

يمكننا فقط أن نتذكر أنّ الله حق، والله لا يموت إذا الحق لا يموت…. ونبقى مترقبين الوقت الذي سيموت به الباطل ولن يبقى إلا الحق. نتعلم من المراقبة شيء واحد فقط، لنا به إرادة الخيار والفعل، وهو أن نراقب إحياء وبقاء شعلة الحق واضحة ومنظمة في جميع ما نحتوي عليه من أفكار وأعمال.