لبنان.. رفقًا بالبلاد والعباد… متى تستيقظ الضمائر يا سادة؟؟
بقلم رئيس تحرير موقع "الجُرنال نيوز"
ملفت كل شيءٍ في لبنان هذه الأيام، حال اللبناني لم تعد تشبه حاله.
هذا اللبناني الذي ملأ الدنيا فرحًا وبهجة يغمر الحزن قلبه من أقصاه إلى أقصاه!!
هذا اللبناني الذي شعّ على الدنيا فكرًا وعلمًا يقف عاجزًا عن الأقساط المدرسية لأبنائه!!
هذا اللبناني الذي من عادته وتقاليده إكرام الضيف ما عادت الضيوف تغمر داره!!
هذا اللبناني الذي شغل الدنيا وأمتعها بفولكلوره ودبكته ومواله و”أبو الزلف” و”أوووفه” التي تنشد الفرح..
صارت “أوووف” من التعب والملل والكلل والحياة البائسة.
من ابن عرسال، شمال لبنان، الذي قتل نفسه لأنه لا يملك ثمن “منقوشة” بألف ليرة لبنانية لصغيرته وصولًا إلى الرجل وزوجته الحامل اللذين يقتاتان من مستوعبات القمامة في مشهد يهز الضمائر أو ما تبقى من ضمائر حية.
ماذا عن طرابلس التي أصبحت أفقر منطقة على شاطئ المتوسط.. إضافة إلى ما يرد كل يوم في الإعلام عن مأساة طرابلسية من التبانة إلى جبل محسن في المقابر التي يسكنها الأحياء!!
إنّ المشاهدات تجعلك منهكًا فكريًا ونفسيًا في النهار وعيناك لا تنام الليل.
أمّا عكار والبقاع الشمالي برمته، فالحال بات أزمة قائمة من الحاجة إلى قانون العفو وصولًا إلى الحركة الزراعية والتجارية شبه المتوقفة.
أمّا بيروت الصابرة التي تأن شوارعها بصمت الجدران والقهاوي التي تنادي روادها المفقودين ومثقفيه الضائعين… تنادي على أحبابها العرب من الحيط إلى الخليج… فلا صوت لصهيل خيولهم ولا لضحكتهم التي جعلتها سيدة العواصم.
إنّ لبنان الذي نعرفه وربينا في ربوعه بات غير لبنان، وأخشى إن أصبحوا ناسه غير الذي نعرفهم!!
لذا صرخة عبر موقعنا إلى كل من يهمه الأمر.. لبنان واللبنانيون أمانتكم فهلا أعدتم لنا البسمات المسروقة والأحلام الضائعة والأنفاس الطاهرة في صباحنا المشرق الضاوي.
يا أيها المعنيون إن ذهب لبنان بحياته الثقافية وإشعاعاته العلمية وفرح مهرجاناته ونور سهراته وطيبة وكرم أخلاق ناسه… حكمًا لن يبقى لكم شيئًا…
يا سادة رفقًا بالبلاد والعباد…
*موقع الجُرنال نيوز