دكانة الوزير

البروفيسور إيلي الزير

نقل عن أحد الوزراء أنه استنتج من تجربته في السلطة حتى الآن أن الدولة كناية عن "دكانة".

خبر طالعنا في أسرار وخبايا إحدى الصحف اليومية وما لفتني ليس استنتاج الوزير فكلنا نحن اللبنانيون بات لدينا قناعة راسخة أننا لم نعد نعيش في وطن بل في مزرعة أو غابة القوي يهيمن على الضعيف، والكبير يأكل الصغير. لكن ما لفتني في الخبر أن هذا الوزير الذكي اللماع باستنتاجه لم يقل لنا أنه اعتراضاً على الدكانة التي رآها قدم استقالته من منصبه الوزاري.

الحكمة الشهيرة تقول "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، والقاعدة تقول أيضاً "الحكم مسؤولية"، فالوزير والنائب المسؤول الرسمي ليس مسموحاً له بالاعتراض اللفظي على الخطأ والفضيحة، بل هو مطالب بالتصدي لها وإن لم يستطع بالاستقالة اعتراضاً وإلا فهو شريك كامل المسؤولية عبر صمته واستسلامه.

نعم معالي الوزير لقد كنا نعتقد أن السلطة عندنا باتت دكانة لكن هذه الدكانة أقفلت وتحولت السلطة الى ما يشبه "سوق الأحد" لعل معاليك قد زرته يوماً...