Ayoub News

عربي ودولي


انفصال الجنوب يحبط عاصفة الحزم

الأربعاء 24 أيار 2017 - 9:59

لم يكن ينقص اليمن الغارق في حرب أهلية طاحنة على أساس مذهبي ومناطقي من عامين وحتى اللحظة، إلا أن يغتنم بعض انفصاليي الجنوب الفرصة السانحة، وقد اقترب التحالف العربي من صنعاء شمالاً ومن ميناء الحديدة غرباً، لتختلط الأوراق من جديد، بما قد يؤدي إلى إحباط عاصفة الحزم وتبديد مكتسباتها كاملاً، مع إمكانية استفادة تحالف الحوثي – صالح من الخلاف الجديد لالتقاط الانفاس واستعادة بعض المناطق. بل يمكن أن يؤدي التنازع في الجنوب إلى انتشار تنظيم القاعدة مجدداً بعدما انكفأ العام الماضي إلى ملاذات في مناطق نائية أو اختفى في المدن كخلايا نائمة.

ففي 11 أيار / مايو الجاري، أعلن محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، وبدأ الاستقطاب يشتد بين أنصار الزبيدي وأنصار الرئيس هادي، لا سيما وأن تحرير اليمن من الهيمنة الحوثية بدأ من عدن، وأن الحكومة الشرعية تتخذ من عدن مقراً مؤقتاً لها. وفي حال تطور الخلاف إلى نزاع فإن البيئة لن تبقى آمنة أمام القوات العربية المشاركة في (إعادة الأمل)، وسيكون عبئاً إضافياً لا يمكن احتماله.

وتواجه الحركة الانفصالية عوائق أساسية في الداخل والخارج، ففي الداخل ما يزال الحوثيون يحتفظون بقدرات قتالية كبيرة مع وجود الدعم الإيراني، والمعركة ما زالت طويلة، وتنظيم القاعدة موجود في المحافظات الجنوبية والشرقية بشكل أساسي، وكذلك تنظيم داعش. أما الحكومة الشرعية فتشارك الانفصاليين المكان نفسه، أو معظمه وهي المناطق المحررة من الحوثيين، وأي تشكيل مؤسسات بديلة باسم الانفصال سيعني الصدام الحتمي وبروز شرخ في التحالف العربي وهو ما سيفسح المجال واسعاً لتدخلات من أطراف أخرى.

أما في الخارج، فتفتقر الحركة حتى الآن إلى دعم واضح عربياً ودولياً، وهو ما يقف حجر عثرة أمام تحقيق الانفصال كما يشتهي دعاته ورعاته، ذلك أن تغيير الخرائط ليس وليد رغبات داخلية وحسب، بل لا بد من أن تتلاقى الرغبات الداخلية مع المصالح الخارجية في لحظات مؤاتية، فيما الواضح الآن أن إعلان المجلس الانتقالي سيضر أكثر عاصفة الحزم والاستراتيجية السعودية في تحرير كل اليمن من الهيمنة الإيرانية.


أخبار ذات صلة


جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



البحث عن «دو كليرك»

سمير عطا الله

السعودية دولة أفعال

مشعل السديري

رأي في عقول معاصرة!

محمد الرميحي