دولي وعربي


وثيقة مكة.. المرجعية الروحية للعالم الإسلامي



الأربعاء 29 أيار 2019 - 22:02

اختتم مؤتمر وثيقة مكة اعماله اليوم مصدراً وثيقة تاريخية تؤكد المرجعية الروحية للعالم الإسلامي وقد جاء فيها: "وثيقة مكة المكرمة هي هدْي إسلامي تستمد ضياءها من معالم تلكم الوثيقة الخالدة، تصدر عن كبار علماء الامة الإسلامية من قبلتهم الجامعة الى عالم القرن الخامس عشر الهجري، القرن الحادي والعشرين الميلادي. وصدور هذه الوثيقة من جبات البيت العتيق، مهوى أفئدة المسلمين "تأكيد" على أهمية المرجعية الروحية للعالم الإسلامي حيث قبلة الإسلام والمسلمين تأكيد على أهمية المرجعية الروحية للعالم الإسلامي حيث قبلة الإسلام والمسلمين، ومصدر اشعاعه للعالمين برحابها الطاهر في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وتنويه بالاستحقاق الكبير لقيادتها السياسية، وما اضطلعت به من خدمات جليلة للاسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.

والمسلمون إذ يصدرون هذه الوثيقة ممثلين في مرجعيتهم الدينية التي وافق انتظام عقدها الميمون شرف الزمان والمكان، حيث جاوروا – بجمعهم – التاريخي – البيت العتيق في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك، يؤكدون انهم جزء من هذا العالم بتفاعله الحضاري، يسعون للتواصل مع مكوناته كافة لتحقيق صالح البشرية، والتصدي لممارسات الظلم والصدام الحضاري وسلبيات الكراهية. كما يؤكدون المؤتمرون على مضامين هذه الوثيقة التاريخية مشتملة على الأسس والمبادئ الاتية:

1- البشر على اختلاف مكوناتهم ينتمون الى اصل واحد، وهم متساوون في انسانيتهم.

2- رفض العبارات والشعارات العنصرية، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة التي تزينها أوهام التفضيل المصطنعة، فأكرم الناس اتقاهم لله، كما ان خيارهم أنفعهم للناس

3- الاختلاف بين الأمم في معتقداتهم وثقافاتهم وطبعائهم وطرائق تفكيرهم قدرٌ إلهي قضت به حكمة الله، والاقرار بهذه السُنّة الكونية والتعامل معها بمنطق العقل والحكمة يوصل الى الوئام والسلام الإنساني خير من مكابرتها ومصادمتها.

4- التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يبرر الصراع والصدام، بل يستدعي إقامة شراكة حضارية إيجابية، وتواصلاً فاعلاً يجعل من التنوع جسراً للحوار والتفاهم.

5- أصل الأديان السماوية واحد، وهو الايمان بالله سبحانه ايماناً يوحده جل وعلا لا شريك له، وشرائعها ومناهجها متعددة، ولا يجوز الربط بين الدين والممارسات السياسية الخاطئة لأي من المنتسبين اليه.

 6- الحوار الحضاري أفضل السبل الى التفاهم السنوي مع الآخر، والتعرف على المشتركات معه، وتجاوز معقوقات التعايش والتغلب على المشكلات ذوات الصلة، وهو ما يفيد في الاعتراف الفاعل بالآخر، وبحقه في الوجود، وسائر حقوقه المشروعة، مع تحقيق العدالة والتفاهم بين الفرقاء، بما يعزز احترام خصوصياتهم، ويتجاوز الاحكام المسبقة المحملة بعدوات التاريخ التي صعدت من مجازفات الكراهية ونظرية المؤامرة والتعميم الخاطئ لشذوذات المواقف والتصرفات،مع التأكيد على ان التاريخ في ذمة أصحابه، ولا تزر وازرة وزر أخرى.

7- براءة الأديان والفلسفات من مجازفات معتنقيها ومدعيها، فهي لا تُعبر الا عن أصحابها، فالشرائع المتعددة تدعو في أصولها الى عبادة الخالق وحده، والحفاظ على كرامتهم، والحفاظ على علاقتهم الاسرية والمجتمعية الإيجابية.

8- التآزر لوقف تدمير الانسان والعمران، والتعاون على خير الإنسانية ونفعها يتحقق بعقد حلف عالمي فاعل يتجاوز التنظيرات والشعارات المجردة، وذلك لاصلاح الخلل الحضاري الذي يعتبر الإرهاب فرعاً من فروعه ونتيجة من نتائجه.

9- سنُّ التشريعات الرادعة لمروجي الكراهية، والمحرضين على العنف والإرهاب والصدام الحضاري كفيل بتجفيف مسببات الصراع الديني والاثني.

10- المسلمون أثروا الحضارة الإنسانية بتجربة فريدة ثرية، وهم اليوم قادرون على رفدها بكثير من الاسهامات الإيجابية التي تحتاجها البشرية في الازمات الأخلاقية والاجتماعية والبيئية التي تعاني منها في ظل الانعدام القيمي الذي أفرزته سلبيات العولمة.

11- مكافحة الإرهاب والظلم ورفض استغلال مقدرات الشعوب وانتهاك حقوق الانسان، واجب الجميع، ولا يجوز فيه التمييز ولا المحاباة، فالقيم العادلة لا تقبل التجزئة، ورفع الظلم ومساندة القضايا العادلة.

12- الطبيعة التي نعيش بين جنباتها هبة الخالق العظيم للإنسان، فقد سخر له في السموات وما في الأرض، والاعتداء على موارد الطبيعة واهدارها وتلويثها تجاوز للحق واعتداء على حق الأجيال القادمة.

13- أطروحة الصراع الحضاري، والدعوة للصدام والتخويف من الاخر مظهر من مظاهر العزلة، والاستعلاء المتولد عن النزعة العنصرية، والهيمنة الثقافية السلبية، وهو في احسن احواله ضلال منهجي، أو ضحالة فكرية أو شعور بضعف مقومات البناء الحضاري ومن ثم السعي للدفع بالصراع نحو المواجهة عوضاً عن ان يسود سيدة طبيعية سلمية متى امتلك القوة الذاتية.

14- الصراع والصدام يعمل على تجذير الكراهية، واستنبات العداء بين الأمم والشعوب، وبخاصة في دول التنوع الديني والاثني كما انه في عداد المواد الأولية لصناعة العنف والإرهاب.

15- ظاهرة "الاسلاموفوبيا" وليدة عدم المعرفة بحقيقة الإسلام وابداعه الحضاري وغاياته السامية، والتعرف الحقيقي على الإسلام يستدعي الرؤية الموضوعية التي تتخلص من الأفكار المسبقة، لتفهمه بتدبر أصوله ومبادئه.

16- ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة، وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية واجب الجميع، وكذا التعاون في التصدي للتحديات الأخلاقية، والبيئية، والاسرية، وفق المفاهيم الإسلامية والإنسانية المشتركة.

17- الحرية الشخصية لا تسوغ الاعتداء على القيم الإنسانية، ولا تدمير المنظومات الاجتماعية، وثمة فرق بين الحرية والفوضى، وكل حرية يجب ان تقف عند حد القيم، وحريات الآخرين، مراعية الوجدان العام وسكينته المجتمعية.

18- التدخل في شؤون الدول اختراق مرفوض، ولا سيما أساليب الهيمنة السياسية بمطامعها الاقتصادية وغيرها، أو تسويق الأفكار الطائفية، أو محاولة فرض الفتاوى على ظرفيتها المكانية، وأحوالها ولا يسوغ التدخل مهما تكن ذرائعه المحمودة الا وفق شرعية تبيح ذلك من خلال طلب رسمي لمصلحة راجحة في مواجهة معتدٍ او ثائر او مفسد.

19- تجارب التنمية الناجحة عالمياً أنوذج يحتذى في ردع اشكال الفساد كافة والعمل على تغيير الأنماط الاستهلاكية التي تعيق برامج التنمية.

20- تحصين المجتمعات المسلمة مسؤولية مؤسسات التربية والتعليم بمناهجها ومعلميها وادواتها ذوات الصلة، والاخذ بأيديهم نحو مفاهيم الوسطية والاعتدال، والحذر من الانجرار السلبي الى تصعيد نظريات المؤامرة.

21- تحقيق معادلة العيش المشترك الآمن بين جميع المكونات الدينية والاثنية والثقافية على اتساع الدائرة الإنسانية، يستدعي تعاون القيادات العالمية والمؤسسات الدولية كافة.

22- المواطنة الشاملة استحقاق تمليه مبادئ العدالة الإسلامية لعموم التنوع الوطني يحترم فيها الدستور والنظام المعبر عن الوجدان الوطني.

23- الاعتداء على دور العبادة عمل اجرامي يتطلب الوقوف إزاءه بجزم تشريعي، وضمانات سياسية وأمنية قوية، مع التصدي اللازم للافكار المتطرفة المحفزة عليه.

24- تعزيز مبادرات وبرامج مكافحة الجوع، والفقر، والمرض والجهل والتمييز العنصري، منوط بتضامن من الجهات المسؤولة كافة، الحكومية والاممية والاهلية والناشطين ذوي الصلة في خدمة العمل الانساني، وصيانة كرامة الانسان وحفظ حقوقه.

25- التمكين المشروع للمرأة فوق تأطير يحفظ حدود الله تعالى حق من حقوقها، ولا يجوز الاستطالة عليه بتهميش دورها، أو امتهان كرامتها او التقليل من شأنها سواء في الشؤون الدينية او العلمية وغيرها.

26- العناية بالطفل صحياً وتربوياً وتعليمياً طليعة مسؤوليات الدول والعيئات والمؤسسات الأممية والاهلية ذوات الصلة، فضلاً عن مسؤوليات الاسرة وبخاصة العمل على صياغة فكره بما يوسه آفاقه ويعزز قدراته.

27- تعزيز هوية الشباب المسلم بركائزها الخمس: الدين، والوطن، والثقافة، والتاريخ، واللغة، وحمايتها من محاولات الاقصاء أو الذوبان المعتمد وغير المعتمد، يتطلب حماية الشباب من افكار الصدام لحضاري والتعبئة السلبية ضد المخالف، والتطرف الفكري بتشدده أو عنفه او ارهابه، مع تقوية مهارات تواصل الشباب مع الآخرين بوعي يعتمد آفاق الاسلام الواسع وأدبه المؤلف للقلوب، ولا سيما قيم التسامح والتعايش بسلام ووئام يتفهم وجود الآخرين، ويرعى انظمة الدول التي يقيم على ارضها، مع التعاون والتبادل النافع معه، وفق مفاهيم الاسرة الانسانية الاي رسخ الاسلام مبادئها الرفيعة. ويرى مصدر هذه الوثيقة اهمية ايجاد منتدى عالميّ (بمبادرة اسلامية) يعنى بشؤون الشباب بعامة، يعتمد ضمن برامجه التواصل بالحوار الشبابي البناء مع الجميع في الداخل الاسلامي وخارجه، متبنياً اطروحات الشباب واشكالاتهم كافة، بوضوح ومصارحة تامة، من خلال كفاءات تتميز بالعلم والحس التربوي، تتبادل مع الشباب الحوار والنقاش بخطاب موازٍ يتفهم مرحلتهم ومشاعرهم تلافياً لغياب مضى أحدث فراغاً وعاد بنتائج سلبية.

28- تجاوز المقررات والمبادرات والبرامج كافة طرحها النظري، وشعاراتها الشكلية وتكاليفها غير المجدية الى الفاعلية من خلال أثر ايجابي ملموس، يعكس الجدية، والمصداقية وقوة المنظومة، وبخاصة ما يتعلق بإرساء السلم والامن الدوليين، وإدانة اساليب الابادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتهجير القسري، والاتجار بالبشر والاجهاض غير المشروع.

29- لا يبرم شأن الأمة الاسلامية، ويتحدث باسمها في أمرها الديني، وكل ذي صلة الا علماؤها الراسخون في جمع كجمع مؤتمر هذه الوثيقة، وما امتازت به من بركة رحاب قبلتهم الجامعة، فالعمل الديني والانساني المشترك الهادف لمصلحة الجميع يلزم تشارك الجميع دون اقصاء او عنصرية او تمييز لاتباع دين او عرق او لون".

: خاص (أيوب)



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط

أخبار ذات صلة