Ayoub News

خاص أيوب


هكذا قضت "قريش" على سمير الخطيب..!

الاثنين 9 كانون الأول 2019 - 9:37

كتب (أيوب)

بقدر ما كنت متلهفاً لاعتذار سمير الخطيب عن تشكيل الحكومة، بقدر ما آلمني الانكسار المعنوي لهذا الرجل. هناك من يقول وبفظاظة "لقد ضحكوا عليه وقاموا بتوريطه بهذه المسألة..!" ويذهب آخرون للقول: "لقد ورط نفسه وشو كان بدوا بهالقصة..".

بعيداً عن كل الآراء لقد سقط سمير الخطيب ضحية الكثيرين بداية من صاحب فكرة طرح اسمه مروراً بمن تبنى ترشيحه وانتهاء بمن عمل على اسقاطه لمآرب أخرى منها ما له علاقة بالزعامة الطائفية. لقد تم القضاء على سمير الخطيب على طريقة قبيلة قريش عندما قررت قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم فاختارت شاباً من كل قبيلة ليطعنوا النبي طعنة رجل واحد فيضيع دمه بين القبائل.

لقد ضاع دم سمير الخطيب بين كافة أطراف السلطة السياسي منها وغير السياسي حيث قام كل واحد بتصفية حسابه مع الآخر على حساب الخطيب وأحلامه الغير منطقية..

قُلِبَت صفحة الخطيب كما قُلِبت من قبله صفحة محمد الصفدي وبهيج طبارة فما هي الخطوة التالية؟! القصر الجمهوري حدد يوم الاثنين المقبل موعداً جديداً للاستشارات النيابية الملزمة وهناك من يتخوف أن يصبح يوم الاثنين موعداً ثابتاً كما حصل في مجلس النواب أيام الفراغ الرئاسي حيث كان موعد جلسة الانتخاب فرصة للتصريح وللتصوير والكل يدرك أن لا نصاب ولا انتخاب..

هناك عجز بنيوي تعاني منه السلطة يمنعها من انتاج حكومة في هذه المرحلة حيث الكل يدرك أن أي حكومة بعيداً عن الشخصية التي تترأسها لا يمكنها اقتراح المعجزات في معالجة الأزمة الحقيقية المتمثلة بالانهيار الاقتصادي والمالي كما أن الكل يدرك أيضاً أن لا حلّ لهذه الأزمة إلا بمساعدات مالية خارجية عاجلة منها ما يجب أن يكون بشكل فوري ومنها ما يجب أن يأتي ضمن جدولة زمنية وتنفيذية واضحة.

أوساط بيت الوسط تتحدث عن خطة أعدها الرئيس الحريري لمواجهة الأزمة في حال تكليفه لا بل تذهب أبعد من ذلك فتتحدث عن ما يقارب الخمسة مليار دولار كمساعدة عاجلة قادر على تأمينها فوراً، وعند السؤال عن المصدر يأتي الجواب "الاعتماد بدرجة كبيرة على اوروبا.."..

بالمقابل تبدو الحقيقة في مكان آخر حيث يبدو الجميع مترقباً للاجتماع الدولي الذي دعت إليه فرنسا لدعم لبنان والذي على أساسه تضع كل الاطراف الداخلية النقاط على حروف الأزمة. هل سيدعم اللقاء السلطة وما يمكن أن تنتجه من حكومة تشابه الحكومة المستقيلة من حيث تكوينها؟ أم سيعلن اللقاء عن لائحة المواصفات المطلوبة من الحكومة الجديدة كي يصار تقديم الدعم بناء عليه؟هل لهذا الاجتماع مهمة انقاذية أم فقط تشاورية وفي سياق الضغوط والحصار الذي يعيشه البعض عبر لبنان؟!

تساؤلات مشروعة يتمترس الجميع خلفها في لبنان، تمترس العاجز عن فعل شيء تجاه الكثير من الاشياء. ما سيقوله الاجتماع الدولي في باريس سيكون آخر الكلام الخارجي تجاه لبنان قبل الدخول في عطلة الاعياد حيث ينفضُّ المجتمعون ومعهم كل العالم للاحتفال بتوديع عام واستقبال عام جديد، فيما الخشية عند اللبنانيين ان يبقوا على ما هم عليه لا هم قادرون هلى توديع حكومة ولا على استقبال حكومة جديدة.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



البحث عن «دو كليرك»

سمير عطا الله

السعودية دولة أفعال

مشعل السديري

رأي في عقول معاصرة!

محمد الرميحي