كتب (أيوب)

لم يكن تصريح الوزير السابق وئام وهاب قبل أسابيع حول ترشيح شاكر البرجاوي لرئاسة الحكومة بالأمر العابر داخل الطائفة السنيّة بل تحوّل الى ما يشبه الفيروس الوبائي عند الكثيرين محركاً ومدغدغاً أحاسيسهم تحت تساؤل وحيد ان كان شاكر البرجاوي رئيساً ممكناً للحكومة فلما لا أكون أنا رئيساً للحكومة؟!

تساؤل يضرب أوساط الشخصيات السنيّة بقوة ويكاد لا يغيب عن بال أي شخصية عامة كانت أو غير عامة إنها "لوثة رئاسة الحكومة" كما قال أحد الأمنيين في جلسة خاصة. هي "لوثة" لم يعتد عليها السنّة من قبل حيث اشتهر بها الموارنة مع رئاسة الجمهورية حتى قيل ان الماروني عندما يولد تقول له أمه "شوفك رئيس للجمهورية يا رب..!".

"لوثة" رئاسة الحكومة تبدو أنها لا تقتصر على أحلام البعض بل تصيب وحدة الصف السياسي السُنّي بتداعيات كبيرة، فلقاء رؤساء الحكومة الثلاثة أصابه التصدع بفعل تلك الاحلام ومقتله كان بغياب تمام سلام ونجيب ميقاتي عن اجتماع الحكماء الذي دعا اليه الرئيس فؤاد السنيورة. كما ان أحد نواب بيروت تطورت "اللوثة" لديه وتفاقم وضعه فوصف نفسه بأحد زعماء السُنّة وعندما سأله أحدهم عن هذا التصريح ومدى صوابيته قال: "لقد وزعت مساعدات على خمسين ألف عائلة سنّية فكيف لا أكون زعيماً سنياً؟!..". فيما اعلامي آخر يتمتم في جلساته الخاصة ان رئاسة الحكومة ستؤول اليه في النهاية وهذا ما سمعه من أحد السفراء الخليجيين.

حفلة جنون كبرى تعيشها الشخصيات السُنّية السياسية الأصيل منها والطارئ، من انتخبه الناس أو من اشترى صوت الناس. انها عقدة الدخول الى رئاسة الحكومة، قد يكون الحلم سهلاً لكن عندما يستيقظ الحالمون سيصدمون بالواقع الذي يقول ان ثلاثة لا يرغبون بسقوط الحكومة رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره وجبرانه، وحزب الله وامينه العام، وأخيراً الرئيس سعد الحريري وتفاؤله المستمر. ثلاثة أطراف تعتبر الحكومة واستمرارها أمر مصيري بالنسبة لها وهنا العوائق في الطريق الى السراي. بإنتظار تغير الأحوال والأقوال تبدو الشخصيات السُنّية ومجدداً الأصيل منها والطارئ أسيرة يومياً لمقدمات نشرات الاخبار فلعلها تحمل خبراً ساراً، أو اقله بياناً من سفارة أو تصريح لمسؤول أجنبي ما يمنح أحلامها بعض الواقعية أقله في الجلسات المسائية مع الأصدقاء.