افتقد كلام العضو في المكتب السياسي لتيار المستقبل راشد الفايد في حديث صحفي بمعرض رده على اللواء أشرف ريفي الى الرشد والفائدة.

السياق الذي سلكه العضو في المكتب السياسي بدا وكأنه فاقد للرشد والإدراك وحسن المقال، فلجأ الى ما لجأ اليه رؤساؤه في التيار تبريراً للاستسلام والتنازلات عبر الهروب من أسئلة الناس بالإجابة عليهم بسؤالهم عن كيفية مواجهة حزب الله وسلاحه؟؟

تساؤل يحمل الكثير من الخبث وأيضاً الكثير من الغباء لأنه يضع الناس أمام خيار بين أمرين لا ثالث لهما، إما مقاتلة حزب الله بالسلاح أي الحرب، أو الاستسلام والتسوية لتجنب الحرب كما فعل الرئيس سعد الحريري عبر موافقته على انتخاب مرشح حزب الله لرئاسة الجمهورية. فيما الواقع والمنطق غير ذلك، نعم هناك خيار قتال حزب الله وهو أمر لا رغبة ولا قدرة لأحد في لبنان عليه حالياً، وأيضاً هناك خيار الاستسلام عبر تسوية غير عادلة كما حصل، لكن أيضاً هناك خيار السلاح الذي استعمل من قبل الفريق الآخر والقصد هنا ليس سلاح المدفع والرشاش بل الصمود ورفض التنازل وليتحمل الجميع مسؤولية التعطيل.

من المؤكد أن ثمن التعطيل باهظ ومرتفع جداً على الصعيد الوطني لكن الكل شريك بالخسارة هنا فيما التسوية العرجاء جعلت فريقاً واحداً يدفع الثمن فيما الآخر لا يعترف حتى بالتضحية التي قدمها من يفترض أن يكون شريكاً بالتسوية.

لقد فقدت عبارات الراشد رشدها وكأنه يكتب ما لا يقتنع به كما تقول الكثير من مقالاته في زمن التسوية وما بعدها حيث قال رداً على اللواء ريفي: "من العبث قرع الطبول باسم نزع سلاح الحزب وكأن الأمر مجرد قرار تتخذه الحكومة أو مجلس النواب"، فهذا الكلام يفترضُ أن كل ما كان يقوم به الرئيس سعد الحريري وقوى 14 آذار من 2005 حتى 2016 هو عبث سياسي، وأيضاً ماذا عن كلام الرئيس الحريري قبل أيام في ذكرى 14 شباط 2018 ألم يقل عن رفض التحالف مع حزب الله؟ ألم يقل عن مواجهته للحزب في الانتخابات؟..

الفايد في مقاربته نسي أن الفائدة من تسوية سياسية تقوم على نقاط ومكتسبات حصل عليها كل فريق تُحقق له مبتغى من يمثل والخط الذي يقاوم ويناضل من أجله.

في التسوية التي صاغها الرئيس الحريري ماذا حققنا غير مقولة ملء الفراغ وسير عمل المؤسسات، وكل هذه الاغنية المملة. فما حصل مؤخراً من تنافر ومن أزمات ومن غزوات في شوارع لبنان من أجل فيديو يؤكد أننا نعيش ذروة الفراغ كما أن ما حصل جعل الفريق الذي يمثله الرئيس الحريري على المستوى الوطني لا الفريق الشخصي يخسر الكثير من المواقع والمكاسب والاستراتيجيات.

... نعم من الرشد ومن الفائدة القول إن الرئيس سعد الحريري انجز تسوية ناجحة إن علمنا أن هذه التسوية سمحت لمتعهدين من دائرة بيت الوسط في القبض على أكثر المناقصات أقله في بيروت وسمحت بالحصول على مناقصة نمر السيارات وبطاقات الهوية والسوق وتأهيل الانفاق والألياف البصرية و .... و ... و .... القائمة تطول.

... نعم من الرشد ومن الفائدة القول إن الصفقة أو التسوية كانت ناجحة إن كان المجلس البلدي في بيروت قد تمكن من إفراغ خزينة البلدية بمشاريع تكاليفها تفوق أضعاف كلفتها الحقيقية.

أما في مقولة العضو في المكتب السياسي أن "مؤسسات الدولة تكاد تتداعى نتيجة هذه السياسات العبثية" فهي نكتة غير راشدة وغير مفيدة، فتداعي المؤسسات هو سمة عمل هذه الحكومة وعمل أرباب هذه التسوية وكما يقول المثل " يا آدمية شلتي منك وحطيتي فيي".