Ayoub News

خاص أيوب


بين باسيل والأمين.. أين حزب الله؟

الجمعه 10 أيار 2019 - 10:38

كتب (أيوب)

كل الاشتباكات السياسية الحاصلة لا جدوى من التوقف عندها فالممسك بقرار ومسار الأمور في البلد معروف ولا أحد يمتلك القدرة وإن امتلك الرغبة على فعل شيء تجاه واقع هذا الحال كان مرجعية سياسية أو غير سياسية، رسمية أو مدنية، أو تصنيفاً ثالثاً بين التصنيفين. إلا أن الاشتباك الحاصل والمتواصل حتى لحظته الذي من المهم للغاية التوقف عنده هو الواقع بين وزير الخارجية جبران باسيل والإعلامي إبراهيم الأمين رئيس تحرير صحيفة الأخبار.

لقد كان كادر الكاميرا الذي أطل عبره الأمين من شاشة "الجديد" في الليلة نفسها الذي داهمت فيها قوة من جهاز أمن الدولة مبنى الكونكورد حيث تقع جريدة الأخبار كافياً لرسم مشهدية أهمية الاشكال الحاصل. لقد أطل الأمين وخلفه صورة لعماد مغنية، وأخرى لمصطفى بدر الدين، وثالثة لغيفارا. لقد أطل الأمين بهذه الخلفية الرمزية كلها ليهاجم الحليف الأول للحزب الذي أبرز رمزين فيه مغنية وبدر الدين ليرتسم السؤال الذي يحتاج لإجابة وان كانت ثنايا الصورة تشي بالكثير، أين حزب الله من الاشتباك بين باسيل والأمين؟! هل هو خارج ما يحصل أم أنه يوصل رسائل ساخنة لأحد الطرفين؟!

مما لا شك فيه ان الإعلامي إبراهيم الأمين شكل رأس الحرية الإعلامية لحزب الله ومشروعه ان على الحدود الجنوبية، أو في سوريا، أو على كافة الجبهات السياسية الداخلية وذلك منذ اطلاق صحيفة الأخبار لا بل كان الدلال الذي مارسه حزب الله مع الأمين وصحيفته سبباً في اقفال واغلاق الكثير من المنصات الإعلامية المقربة من الحزب ومشروعه مكتوبة والكترونية وغير ذلك ولعل أبرزها صحيفة السفير على قاعدة رددها الكثير من كوادر الحزب في حينه "ما حاجتنا لصحيفة والأخبار معنا...".

ومما لا شك فيه ان الوزير جبران باسيل شكل رأس الحربة المسيحية في تأمين التغطية الطائفية والسياسية لحزب الله ومشروعه لا بل هناك قناعة تقترب الى الاجماع ان ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله وقعها العماد ميشال عون إلا ان الوزير باسيل هو من صنعها وعمل للوصول اليها...!

وبعد قطع الشك باليقين في الحالتين يمكن التأكيد ان ما حصل ودون أي لبس ليس برسالة موجهة للاعلامي الأمين فلا إشكالات ولا تضارب مصالح بين الأمين وحزب الله. وبالتالي فإن القراءة تدور على نقطتين فإما انها رسالة من حزب الله الى الوزير باسيل، او ان حزب الله خارج هذا الاشتباك. قد يكون الخيار الأخير هو الأرجح لو انتهى الاشتباك في ليلته عند مداهمة أمن الدولة لمبنى الكونكورد ورد الأمين العنيف على باسيل عبر شاشة "الجديد"، الا ان استمرار الأمين بحملته والمطالبة في العدد الصادر اليوم الجمعة للأخبار الرئيس ميشال عون والسيّد حسن نصر الله بالتدخل لوقف ممارسات الوزير باسيل كما وصفها يؤكد ان ما يفعله إبراهيم الأمين اكثر من اشكال بل هو رسالة واضحة للوزير القوي في العهد ان الأمور لم تعد مقبولة وواجب معالجتها.

ما فعله الأمين أكبر من اشكال فردي مع الوزير باسيل وأقل من حرب معلنة على الحليف القوي. لقد كان الأمين بردوده حريصاً على التأكيد على الحرص على التحالف القائم، وعلى مرجعية الرئيس ميشال عون وهو يعبّر عن موقف حزب الله بشكل غير مباشر لكن ما فعله الأمين هو التمهيد لجلسة توضع النقاط فيها على الحروف، جلسة على سحور رمضاني في حارة حريك قبل العشر الأواخر فالأمور لم تعد تحتمل هذا ما قاله الأمين وهذا ما قاله كل من يقف خلف إبراهيم الأمين وأخباره.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



البحث عن «دو كليرك»

سمير عطا الله

السعودية دولة أفعال

مشعل السديري

رأي في عقول معاصرة!

محمد الرميحي