Ayoub News

خاص أيوب


انتهى "النق البيروتي".. سنضحك كثيراً

الأربعاء 9 أيار 2018 - 9:16

كتب "أيوب"

انتهت الانتخابات النيابية وفاز من فاز وخسر من خسر وبعيداً عن كل ما يقال من تزوير وتلاعب وممارسات السلطة المشرفة على الانتخابات فإن ما حصل قد حصل ولطالما كان للتزوير وأفضلية السلطة في السياق الانتخابي هامش يكبر ويصغر في كل دورة انتخابية.

في دائرة بيروت الثانية قال البيارتة كلمتهم، خمسون بالمئة من القوة الناخبة صوّتوا للخرزة الزرقاء وأربعون بالمئة صوّتوا لحزب الله والاحباش وعشرة بالمئة صوّتوا للوائح الأخرى، وفي المحصلة هناك قرار بيروتي بإبراء ذمة السلطة بشقيها ومبايعتها مجدداً لأربع سنوات أخرى، فمن صوت للائحة الرئيس سعد الحريري هو يؤكد مبايعته لهذا الخط ويقول إن مسيرة هذا الرجل لا غبار عليها ويجب أن تستمر وأن حقوق البيارتة مع الرئيس الحريري مُصانة وصلاحيات رئاسة مجلس الوزراء لم تمسّ لا بل خرزة زرقاء تحميها، وكل ما كان يقال عن هدر واختلاسات في المشاريع العامة في بيروت من نفق سليم سلام الى مهرجانات البلدية ووظائفها الى مواقع أبناء بيروت في الإدارات العامة هراء وافتراء ولا صحة له، فأهل بيروت ينعمون بعيشة تحسدهم عليها سكان أرقى العواصم في العالم. ومن صوّت لحزب الله والأحباش هو أيضاً يقول أنا مع كل ما يرتكبه ويمارسه حزب الله في السياسة والأمن فهو الحريص على هيبة الدولة وعدالتها وسلطتها ونؤيد إقفاله لشوارع بيروت في المناسبات الدينية والسياسية وما فعله في 7 أيار 2008 بالنسبة لمن صوّت له هو عملية جراحية ضرورية لا بل يشكر عليها، فيما مواكب الدراجات النارية القادمة من الضاحية الجنوبية الى بيروت هي مظهر من مظاهر الفرح التي تجلب السياحة والسياح، وأن حواجز السكاكر التي ينصبها الأحباش في ذكرى المولد النبوي الشريف في الشوارع الرئيسية وتزدحم معها السيارات ويعلق الناس لساعات في سياراتهم ما هي إلا مظهر يُثاب عليه المؤمنون.

البيارتة قالوا كلمتهم في صندوق الاقتراع ولا كلمة تعلو فوق كلمتهم، هم يتحملون مسؤوليتها مهما كانت ميولهم السياسية، فامن صوّت للحريري وفريقه هو بيروتي بالولادة أو بالهوية، ومن صوّت لحزب الله هو بيروتي بالولادة أو بالهوية، وليتحمل كل منهم مسؤوليته.

مع نهاية الانتخابات في الدائرة الثانية لبيروت ينتهي "زمن النق" البيروتي وبكلمة أوضح لا يحق للأكثرية الساحقة من البيارتة أن تفتح فمها بعد اليوم معترضة، فمن يحكم هي من اختارته، فيما القلة القليلة ممن اعترض ولم يصوت للحريري او لحزب الله ستجلس متأملة مسترخية ترسل أنفاسها أو أنفاس نرجيلتها بالهواء وتستذكر عنوان كتاب الروائي السوري زكريا تامر "سنضحك" حيث يروي بداخله قصصاً قصيرة لآلام كبيرة تثير الضحك.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



البحث عن «دو كليرك»

سمير عطا الله

السعودية دولة أفعال

مشعل السديري

رأي في عقول معاصرة!

محمد الرميحي