Ayoub News

خاص أيوب


السنيورة ودراجته الهوائية.. لا يكل ولا يمل

الثلاثاء 23 حزيران 2020 - 0:04

كتب (أيوب)

يسعى الرئيس فؤاد السنيورة هذه الأيام، إلى أمرين: الأول تحويل لقاء رؤساء الحكومات السابقين إلى مؤسسة سياسية، والثاني إعادة فتح تلفزيون المستقبل.

يتصرف الرئيس السنيورة في العمل السياسي، كما يتصرف سائق الدراجة الهوائية ذات الدولاب الواحد في أيّ سيرك. البقاء على الحلبة، مرتبط باستمرار الحركة. فطالما سائق الدراجة يدوس بقدميه أو بيديه على دواسات الدراجة، فهو مستمر بعرضه. فيما التوقف، يعني سقوطه وخروجه من الحلبة.

لقد كانت فكرة لقاء رؤساء الحكومات السابقين إحدى ابداعات الرئيس السنيورة. وإن كان هدفها الظاهري بداية دعم الرئيس سعد الحريري عندما كان في السراي الحكومي، ومن ثم دعمه وهو معارض للعهد وحكومته، التي يرأسها حسان دياب. فإن الهدف الأساس لهذا اللقاء، هو انتاج دور محوري للرئيس السنيورة يقيه غدرات الحياة السياسية، ويمكّنه من التدخل الدائم على مفاصل القرار السُنّي السياسي.

خوض الرئيس السنيورة معركة تحويل لقاء الرؤساء إلى مؤسسة سياسية على أن يكون هو منسقها العام، على شاكلة تجربة الأمانة العامة لقوى 14 آذار. دونه صعوبات تكوينية بداية عدم حماسة الرؤساء الثلاثة تمام سلام ونجيب ميقاتي وسعد الحريري للفكرة منهم من يرى الأمر تقييداً سياسياً له ولطموحاته، متسائلاً ماذا ستفعلون بحسان دياب بعد خروجه من السراي هل سينضم للقاء؟!.. البعض الآخر، لا يرتاح لاقتراحات الرئيس السنيورة وينظر إليها "بريبة استباقية" على قاعدة "وله فيها مآرب أخرى". ويذهب هذا البعض الى القول إنّ الرئيس سعد الحريري له رصيده السياسي، إن على صعيد العمل الشعبي أو النيابي. فهو رئيس كتلة وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس ميقاتي، فيما الرئيس تمام سلام يمثل بيتاً سياسياً بيروتياً لديه قاعدته الشعبية الخاصة. أما الرئيس السنيورة، فهو نفسه من رصيد تيار المستقبل وليس العكس وبالتالي، فإن تحويل اللقاء الى مؤسسة سياسية، هو أشبه بتأليف شركة من أربعة أشخاص ثلاثة منهم يشاركون ويساهمون في رأس المال ليتقاسمه الأربعة بعد ذلك...

بالمقابل وعلى صعيد إعادة تشغيل تلفزيون المستقبل، فإن مهمة الرئيس السنيورة لا تبدو أقل صعوبة من مسعاه الأول. فاقتراح السنيورة في هذا الشأن، ليس الأول من نوعه بالنسبة للرئيس الحريري. الذي سبق له أن رفض عرضاً مماثلاً من أحد المتموّلين المقربين منه، عشية إقفال التلفزيون الأزرق. والاقتراح الأول كما الاقتراح الثاني يستندان على معادلة تأمين متموّلين لبنانيين موالين للتيار الأزرق لتسيير عمل التلفزيون.

الرئيس الحريري ينظر إلى التلفزيون وفقاً لثابتة وحيدة، إما أن يُشغل هو نفسه (الرئيس الحريري) التلفزيون أو لا عودة للشاشة بالشراكة مع أحد، مهما كان هذا الأحد. وهي ثابتة عند سيد بيت الوسط لعدة اعتبارات سياسية وزعامتية فالشريك بالمال سيكون شريكاً بالقرار. بالمقابل، تدور أخبار لا يمكن تأكيدها أن قرار عودة الشاشة الزرقاء ليس بيد الرئيس الحريري وحده أقله على الصعيد المالي والعقاري...

لقد تعرض الرئيس فؤاد السنيورة إلى انتكاستين سياسيتين في الفترة الأخيرة. الأولى فشل دعوته للرئيس حسان دياب إلى صيدا، وما رافق هذه الدعوة من اعتراض سياسي وشعبي عليها دفع دياب إلى إلغاء زيارته إلى مدينة رفيق الحريري. والثانية سقوط خياره بالتمديد للمفتي مالك الشعار، على رأس إفتاء الشمال. وكما يقول المثل الشعبي: "ضربتين على الرأس بتوجع..".

الرئيس السنيورة كما هو معروف عنه، لا يكل ولا يمل. يجلس على دراجته ذات الدولاب الواحد محركاً قدميه باستمرار، فهو يدرك ان التوقف يعني السقوط وسط خيمة السيرك إلا أن ما لا يدركه أن مدرجات المشاهدين في تلك الحلبة خالية، وبالتالي إهدار للجهد البقاء على الدراجة.



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



البحث عن «دو كليرك»

سمير عطا الله

السعودية دولة أفعال

مشعل السديري

رأي في عقول معاصرة!

محمد الرميحي