Ayoub News

خاص أيوب


التيار الأزرق والطائفة السنّية السابقة

الجمعه 22 كانون الأول 2017 - 4:12

كتب "أيوب"

... محور الجدال الذي يدور في الأروقة السنّية ببيروت وطرابلس وصيدا والبقاع حتى آخر قرى العرقوب، هي الحالة التي تعيشها الطائفة السنّية إن من حيث حقوقها أو من حيث مشاركتها في صنع القرار الوطني.

... القلق السنّي لا يمكن لأحد إنكار شرعيته وصوابيته، قد يختلف البعض حول أسلوب التعبير إلا أن الإحباط أمر واقع وهو ما عبّر عنه الرئيس سعد الحريري نفسه في خطاب الاستقالة الشهير وما عبّرت عنه كافة القيادات وقوى المجتمع السنّي.

وسط هذا القلق المبرر لشريحة رئيسية من الشرائح اللبنانية يظهر " تيار المستقبل" أو "التيار الأزرق" كما بات يحلو لقياداته أن تسميه وهو تيار بدأ مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري كحالة اجتماعية سياسية مشروعها إعادة إعمار لبنان ثم بعد اغتيال الرئيس الحريري صار حالة تمثّل الواقع السنّي المكلوم معطوف عليها جمهور رفيق الحريري المتنوع طائفياً لتنتهي اليوم الى الاتجاه لتكون "الطائفة البديلة" أو في عبارة ألطف "الطائفة السنّية الجديدة".

تيار المستقبل أصبح أقرب الى طائفة جديدة داخل الطائفة السنّية القديمة والتي وفقاً لهذا المسار تتجه لتكون "الطائفة السنّية السابقة". السلوك الأزرق في التعاطي مع باقي قيادات الطائفة وصنّاع القرار بداخلها تظهره وكأنه والطائفة السنّية في لبنان شيء واحد أي مكوّن واحد..!

لترسيخ الواقع الجديد يجري العمل على مسلكين، الأول قمع كل صوت معارض داخل الطائفة السنّية صغيراً أم كبيراً وهذا القمع يظهر عبر تهمة التخوين أو استعمال قبضة الحلفاء من باقي الطوائف ضد المكوّن السنّي المعارض لتيار المستقبل والشواهد كثيرة من صيدا الى طرابلس وصولاً الى بيروت، والمسلك الثاني هو ربط الاستقرار ومصير سنّة لبنان بمصير تيار المستقبل وقيادته وتصوير الأمر للبيئة السنّية أن بقاءها وأرزاقها مرهون بتيار المستقبل، فسقوطه يعني اندثارهم وتفقيرهم وتهجيرهم وموتهم. وهذا الكلام لا تتردد ولا تخجل قيادات التيار الأزرق بقوله من الرئيس سعد الحريري وانتهاء بجلسات التثقيف السياسي التي تجري في مركز منسقية بيروت في قصقص...!

السنّة خارج تيار المستقبل هم خوارج، خونة، يجب محاربتهم وإلغاؤهم وربما دفنهم كما نُقل عن لسان أحدهم في لقاء شعبي قبل أسابيع...

الانتخابات النيابية المقبلة في 6 أيار مصيرية بكل ما للكلمة من معنى، وهذا ما أكده الرئيس سعد الحريري قبل أيام حيث قال إنها مصيرية لكل الأفرقاء. لكن الواقع يقول إنها كبرى المعارك المصيرية داخل الطائفة السنّية التي ستخوض معركة الهوية في كل الدوائر ذات الأكثرية السنّية، معركة أن تبقى طائفة سنّية شريكة في هذا الوطن بتنوعها السياسي والثقافي والاجتماعي أو أن تتحول لطائفة سابقة بمقابل تشكل طائفة جديدة اسمها "الطائفة الزرقاء".



جميع المقالات تمثل رأي كتابها فقط



البحث عن «دو كليرك»

سمير عطا الله

السعودية دولة أفعال

مشعل السديري

رأي في عقول معاصرة!

محمد الرميحي